خلاصا هذا مقداره

الخلاص العظيم
“خلاصا هذا مقداره”
في سفر النشيد تعلن العروس رغبتها القوية في ان تكون موضع حب عريسها فتقول “اجعلني خاتما على قلبك وعلى ساعدك”(نش8:6). تريد ان يكون اسمها منقوشا على صدره وعلى ساعده. لماذا؟ ﻻن القلب هو مركز الحب والساعد مركز العمل والحركة. انها تريد محبته وعمله، كلاهما!
في سفر الخروج نقرا ان رئيس الكهنة كان يحمل على قلبه وايضا على كتفيه احجارا كريمة، وفوق كل منهما نقشت اسماء عائلات شعب الله اﻻثنى عشر. والرسالة الى العبرانيين تعرفنا ان رئيس الكهنة هو رمز وظل للرب يسوع.
فالرب هو رئيس الكهنة الحقيقي الذي يحمل اسماء من امنوا به على قلبه (مكان الحب) وايضا على كتفيه (قاعدتا الحركة للساعدين واليدين) ويحملهم كاسماء ثمينة جدا في عينيه.
ايها القارئ، دعني اخبرك بشئ رائع.. ان اﻻحجار الكريمة التي كانت على قلبه كانت ترتبط بتلك التي كانت على كتفيه بسلاسل من ذهب. وهكذا فان اي اهتزاز في اﻻحجار التي على القلب كان يحرك تلك التي على الكتفين.
يا لروعة هذا الرمز! .. واذا تركت مشاعر قلب الرب نحوك، تاثرت كتفاه لتحركا يديه فتعملان ﻻجلك اعماﻻ عظيمة. ان حب الرب لك ليس مشاعر فقط .. انه حب عملي قوي !
يقدم لنا مزمور 107 خلاص الرب من 6 نواح.
1- خلاص من التيه:
من هو التائه؟
هذا شخص يبحث عن اﻻستقرار المالي فيسافر الى بلد بعيد وﻻ يجني سوى القلق والتعب. تيه عبر عنه المرنم في المزمور “تاهوا في قفر بلا طريق. لم يجدوا مدينة سكن. جياع عطاش اعيت انفسهم فيهم”.
ايها القارئ، ان كانت هذه حالتك. فما العمل؟
فلننصت الى ما تقوله باقي كلمات هذا المقطع.
“صرخوا الى الرب في ضيقهم فانقذهم وهداهم طريقا مستقيما (اي مختصرا وواضحا) ليذهبوا الى مدينة سكن”.
ما المقصود بالصراخ؟
انه اظهار اﻻحتياج والرغبة في النجاة.
تعال الى الرب واظهر رغبتك في النجاة من التيه والتعب.. هو مريح التعابى “تعالوا الي يا جميع المتعبين..”. ستظل اصداء هذه الكلمات يتردد صداها في ارجاء العالم كملاذ لكل انسان متعب.

2- خلاص من القيود:
“الجلوس في الظلمة وظلال الموت موثقين بالذل والحديد.. عثروا وﻻ معين”.
ما اعظم خلاص الرب الذي قال “جئت ﻻنادي للماسورين باﻻطلاق.. ارسل المنسحقين في الحرية”.
نكمل القراءة:
“اخرجهم من الظلمة وظلال الموت. قطع قيودهم.. كسر مصاريع نحاس وقطع عوارض حديد”.
كل من يضرخ الرب سينال حرية مجد اوﻻد الله. انها حرية مجيدة، اذ ان التحرر من ذل الخطية يعقبه كرامة ومجد ابديان. قال احدهم: ما معنى ان تتواضع؟ ياتي شخص ﻻبن ملك ويخاطبه بلقب حضرة الباشكاتب، .. هل هنا يضعه ام يرفعه؟! “ايها اﻻحباء ، نحن اوﻻد الله، وﻻ نعلم ماذا سنكون. لكننا نعلم انه اظهر سنكون مثله”(1يو) سنكون مثله ﻻننا على صورته كاوﻻد يشبهون اباهم.

3- خلاص من المرض:
“كرهت انفسهم كل طعام واقتربوا ال ابواب الموت.. ارسل كلمته فشفاهم”. هو اخذ اسقامنا..

4- خلاص من الخطر:
“يتمايلون يترنحون كسكران.. يهدئ العاصفة فتسكن ويهديهم الى المرفا الذي يريدونه”

5- خلاص من العوز:
“من ضغط الشر والحزن”. والشر هنا ليس الخطية لكنه بلايا المحن. “يامر لك الرب بالبركة في خزائنك في كل ما تمتد اليه يدك”(تث28: 8). يقول الرسول بثقة “فيملا الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد”.
لقد عبر المقطع اﻻخير عن الخلاص من العوز فشبهه بالبرية القاحلة وقد ملاها الله ينابيع “يجعل القفر غدير مياه وارضا يابسة ينابيع مياه”. تذكر فقد اشبع الرب الجموع ومهما كانت امكاناتك قليلة فسيصنع بها المعجزات.

أضف تعليق