مفتدين الوقت

في كل عصر يظهر وسيلة يسئ الانسان استخدامها. ظهر الديناميت فاستخدمه الانسان لصنع القنابل، وليس لتمهيد الطرق وازالة الحواجز وهدم البنايات القديمة. ظهرت الطاقة النووية فاستخدمت في الحروب. ومنذ امد غير بعيد ظهر التلفاز والى وقت قريب كانت شكوى الوالدون من انه يستهلك وقت ابنائهم بما يؤثر سلبا على احوالهم الدراسية والاجتماعية والصحية..

يعلمنا الرسول “مفتدين الوقت لان الايام شريرة”. هذه هي المرة السابعة والأخيرة التي فيها يشار إلى السلوك في الرسالة الى افسس. هذه الرسالة التي يرسم فيها الروح القدس مقامنا السماوي باعتبارنا جسد المسيح الرأس المقام من بين الأموات والممجد عن يمين الاب، وكيف اننا بوركنا فيه (أي في المسيح) بكل بركة روحية في السماويات لذا ينبر الروح القدس في هذه الرسالة على السلوك العملي أكثر مما في أية رسالة أخرى. وهذا يجعلنا نتيقن ان الخلاص ليس بالايمان فقط، بل لابد ان يكون السلوك مقياس او مراة لهذا الايمان. وهذه الحقيقة معروفة للاقدمين ، فنجد في فاتحة محضر جلسات مجمع نيقية قول الاباء (السلوك القويم ينتج من ايمان قويم). لذلك كان نضال الاباء ليس من اجل العقيدة كمجموعة اعتقادات وافكار عقلية بل كاساس للحياة القويمة.

مُفْتَدِينَ ٱلْوَقْتَ: توجد كلمتان يونانيّتان للدلالة على ٱلْوَقْت. الأولى تحمل ببساطة فكرة تتابع يوم بعد يوم وساعة بعد ساعة. أمَّا الأخرى فتحمل فكرة جزء محدَّد من الوقت، أي زمن حدوث شيء ما. فهناك فرق بين وقت وٱلْوَقْت. والمقصود هنا هو ٱلْوَقْت. إنه موعد محدَّد للفرص التي يجب على المؤمنين انتهازها. وقد تُرجِمت هذه الكلمة نفسها بكلمة «فُرْصَة» في غلاطية ١٠:٦.
• بولس لا يطلب منا الاستفادة القصوى من كل لحظة، مع أنَّ هذه نصيحة جيّدة. إنَّما يأمرنا أن ننتهز الفرصة لمجد يسوع. إنَّها ليست الاستفادة القصوى من الوقت، ولكن لتحقيق أقصى استفادة من الفرص السانحة.

لِتَنْظُرْ عَيْنَاكَ إلى قُدَّامِكَ وَأَجْفَانُكَ إلى أَمَامِكَ مُسْتَقِيماً. مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ ” (ام٤: ٢٢-٢٥).

أضف تعليق