المحبة لا تحسد

الحسد احد الخطايا السبعة المشهورة في الادب النسكي والتي تدعى الخطايا المميتة او امهات الخطايا. اول خطية حسد كانت حسد ابليس للانسان. نقول في القداس الباسيلي (الموت الذي دخل الى العالم بحسد ابليس هدمته). قايين حسد هابيل وقتله. واشهر قصص عن الحسد نجدها في الكتاب المقدس، هي قصة يوسف الذي حسده اخوته على قميصه الملون وعلى احلامه .. والحسد مرتبط بالغيرة، فقد غارت ليئة من راحيل لانها جميلة فاستأسرت بزوجها يعقوب بينما غارت راحيل من ليئة لانها تنجب.. وشاول الملك حسد داود حين غنت بنات اسرائيل قائلات (قتل شاول الوف وداود ربوات).. السيد المسيح اسلمه رؤساء اليهود للصلب حسدا. “المحبة لا تحسد»: الصفة السلبية الأولى في قائمة صفات المحبة. الحسد ميل في القلب واشتهاء أن يكون لي ما للآخرين لكن الحسد لا يضر الآخرين بل يضر الحاسد نفسه الاعتقاد أن نظرة الحاسد تضر الآخرين اعتقاد خاطئ الحسد يضر الذي يحسد. يأكل الحسد قلبه ويطفئ حياته الروحية. يقول الشاعر: اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها اذا لم تجد ما تأكله ويوجد فرق بين الغيرة والحسد الغيرة هي أن أتمنى أن أكون مثل الآخر وأحصل على ما حصل عليه لكن الحسد هو أن أتمنى أن يزول ما عنده وآخذه أنا وهذه عاطفة رديئة وهذا ما فعله أخوة يوسف إذ يقول الكتاب «فحسده أخوته» (تك37: 11) ويقول الوحي عن اليهود «لأنه (بيلاطس) علم أنهم أسلموه (أسلموا الرب يسوع) حسداً» (مت27: 18).

ما كنا نظنُّ أنهُ يمكن لقديسين، بل لأصحاب مواهب روحية أيضًا مثل اهل كورنثوس أن يكتب اليهم هذه الكلمات وان يقعوا في خطية الحسد. ولكن هكذا صار معهم وهكذا يصير معنا أيضًا أوقاتًا كثيرة. ويمكن أيضًا أن نكرز بالمسيح عن حسد وخصام (فيلبي 15:1). الرسول لا ينكر مسيحيتهم مع أنهُ استقبح تصرفاتهم. هل يظن البعض ان الحسد خطية صغيرة؟ لقد قتل الحسد هابيل (تكوين ٣:٤-٨)، واستعبد الحسد يوسف (تكوين ١١:٣٧، ٢٨)، ووَضَع الحسد يسوع على الصليب. ‏

والحسد خطية باطنية غير ظاهرة، ولكنها خطيرة. يقول الرسول “أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلاً: الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ (يعقوب ٤: ٥). يعقوب يبدو عليه وكأنه يقتبس من العهد القديم، غير أن هذه الكلمات لم تَرِد قطّ في أي مكان من العهد القديم، ولا حتى من ضمن كتب الأبوكريفا.  ثمة تفسيران محتملان.  أولاً، وحيث لا ذكر لهذه الكلمات بالذات في العهد القديم، فقد يكون يعقوب اقتبسها بصفتها ما يعلِّمه الكتاب المقدس بشكل عام.  أما الحل الثاني للمشكلة، فتعرضه علينا الترجمة الإنكليزية المعروفة بالمنقحة، إذ إن هذه الترجمة أوردت هذا العدد على شكل سؤالين: ”أم تظنون أن الكتاب يتكلم باطلاً؟“ ”الروح الذي حل فينا هل يشتاق إلى الحسد؟“.  والفكرة هنا هي أن الكتاب المقدس لا يستخدم الكلمات سُدى في معرض إدانته لروح التنافس الدنيوية.
   إن الصعوبة الرئيسية الثانية في هذا العدد تتعلَّق بمعنى جزئه الثاني.  فالمشكلة هي هل الروح المقصود هنا هو الروح القدس، أم روح الشهوة الحاسدة.  فإن كان الاحتمال الأول هو المقصود، تكون الفكرة أن الروح القدس الذي جعله الله يحل فينا، ليس هو أصل الشهوة والحسد الذين يسببان النزاع، بل إنه يدفعنا بغيرة إلى تقديم الولاء للمسيح على نحو كامل.  لكن، في حال صحّ الاحتمال الثاني، فالمعنى عندئذ يكون أن الروح الساكنة فينا أصلاً، أي روح الشهوة والحسد، هي السبب في عدم أمانتنا لله على نحو كامل.

موضوعات ذات صلة:

قصة عن شيطان الحسد، للكاتب ابراهيم المصري

أضف تعليق