تأملات في مثل الزارع

(كان يا ما كان) هذه الثلاث كلمات مشهورة في العالم كله، وكم كان لها تأثير على النشء وكل انسان. قصص الحب والوفاء والفداء وكل معاني الفضيلة والجنال سمعنا عنها وتصورت في مخيلتنا من خلال قصص حكيت لنا. لذلك لا نتعجب ان قرأنا في الانجيل ان يسوع “بدون مثل لم يكن يكلمهم”(مر٤). المثل هو قصة. وهذا الاصحاح نجد فيه قصتين عم الملكوت استخدم فبهما البذار كتشبيه.
في عام ١٨٧٩م قام شخص يدعى وليام بيل عالم نبات بملء ١٢ زجاجة بانواع مختلفة من البذور. كان يختبر حيوية البذور بتجربة سوف تدوم لعدة قرون. وكل ٢٠ عاما يتم اخراج زجاجة وزراعة ما بها من بذور. في عام ٢٠٢١ اخرجت زجاجة من زجاجات وليام بيل ووجد ان بعض البذور انبتت. اي انه بعد عام ١٤٢ عاما كانت البذور حية.
كثيرا ما تحدث يسوع عن الملكوت بتشبيه البذور. على الخادم ان يدرك ان عليه نثر البذور في مل الاراضي. رغم انه لا يعلم اي منها سينبت. كما انه عليه ان يتشجع فانه يمكن بعد سنوات كثيرة – كما في تجربة بيل – تنبت احد البذار.
اود ان اخذ مثل الزارع، وهو يحوي ٣ مكونات؛ البذار، التربة والزارع. البذرة هي كلمة الله. التربة هي نحن. اما الزارع فهو مصدر الكلمة ، الله وخدامه. سوف اقدم تلمثل من خلال قصة حياتي.
المرحلة الاولى من طفولتي المبكرة وحتى سن. المراهقة. ولدت من ابوين غير متدينين، كان مصدر الكلمة في تلك السنوات، عمتي التي اشترت لي الانجيل المصور، واحد اصدقاء العائلة الذي كان يأخذنى الى الكنيسة كلما سنحت الفرصة.
في سن الرابعة عشر، انفصل والداي ، وبدات حالة والدتي العقلية تتدهور. ذلك كان سببا في الحادي. اكن شكرا لله لم يتركني بل ارسل الي خدامه حبث بذر كلمته في من جديد. وهذه المرحلة تمثل البذار على الصخر ، نبتت لفترة قصيرة ثم احترقت، دفنت الايمان وصفقت الباب امام مراحم الله وتعاملاته الحانية معي.
في السادسة عشر، كان لي الحظ ان التحق بمدرسة خاصة ملحق بها كنيسة. وواظبت على دروس درس الكتاب المقدس ويمكن ان اشبه تلك المرحلة بالنباتات وسط الشوك. فما اكثر حروب عدو الخير، ولكن بنعمة الله ازيلت جميعها. فتن الظروف تبدا ما كانت عائقا عن وصول احسانات الله الينا ، لذا يحق لنا ان نهتف مع الرسول “من سيفصلنا عن محبة المسيح..؟”. ليس لاننا اقوياء ، وحقا نحن اقوياء بالله، لكن لان محبة الله اقوى، محبة الله تحصرنا، وتسد كل منافذ يمكن ان يخترقها العدو او تجتاحها سيول العالم.

أضف تعليق